مرسلة بواسطة: EgyZizo
"دع الطعام يكون دواءاً والدواء يكون من خلال الطعام" تلك المقولة الخالدة لأبوقراط يتنامى العمل بها هذه الأيام حيث يماط اللثام عن كون العلاقة بين الطعام والصحة علاقة قوية جداً ولهذا فإن سوق الأطعمة الوظيفية أو الأطعمة التى تشفى من الأمراض بعيداً عن كونها فقط مصدر للاحتياجات الغذائية، هذا السوق يتنامى ويزدهر يوماً بعد يوم.
وعروس الأطعمة الوظيفية تلك المجموعة التى يطلق عليها (البروبيوتيك) وهى الأغذية التى تحتوى على ميكروبات حية. وهذه المقالة تعطى ملخصاً لبعض الأبحاث عن فوائد أطعمة البروبيوتيك للصحة وتعطى نصائح عملية تساعد الطبيب على وصفها للمرضى وصفاً صحيحاً صحياً.
مقدمة تاريخية:
المزارع الغذائية الميكروبية معروفة منذ آلاف السنين فى الأطعمة والمشروبات الكحولية، وفى القرن الماضى لاقت اهتماماً علمياً غير مسبوق بخصوص قدرتها على الوقاية وشفاء العديد من الأمراض، وهنا تم استحداث مسمى (بروبيوتيك) وهى كلمة لاتينية والتى تعنى (من أجل الحياة) وهى عكس الأنتى بيوتيك والتى تعنى ضد الحياة أو مضاد حيوي.
وكانت أول دراسة إكلينيكية على البروبيوتيك فى عام 1930 حيث ركزت على تأثير البروبيوتيك على الإمساك المزمن ، وكانت هذه الدراسة هى الشرارة التى اندلعت منها دراسات أخرى فى تزايد مستمر يوماً بعد يوم.
أطعمة البروبيوتيك المتاحة غالبة ما تكون منتجات ألبان (اللبن السائل والزبادى) حيث أن هناك علاقة تاريخية بين بكتريا حمض اللاكتيك واللبن المتخمر كما أن هناك أنواع عديدة أخرى من البكتريا النافعة وان كانت البكتريا الغالبة فى مزارع البروبيوتيك هى اللاكتوباسيلس و البيفيدوباكتيريام .....
الفوائد الصحية :
وفيما يلى بعض وليس كل الفوائد الصحية التى تم مناقشتها فى دراسات علمية عن أغذية البروبيوتيك:
الجهاز الهضمى:
- علاج الاسهال الناتج عن أسباب مختلفة (ميكروبات ، أدوية ..)
- تحسين امتصاص الطعام وأعراض عدم تحمل اللاكتوز
- علاج الامساك
- علاج التهابات القولون
الجهاز المناعى:
- تقوية الإستجابة المناعية (العامة والخاصة)
- تثبيط نمو البكتريا والفيروسات والفطريات
- تحفيز مناعة الجهاز الهضمى للميكروبات التى تصيبه (مثل التيفود)
فوائد أخرى:
- الوقاية من سرطانات معينة (مثل القولون والمثانة البولية)
- حماية الجسم من المواد المسرطنة الموجودة فى الطعام
- يقلل من نمو الأورام السرطانية
- الاقلال من دهون الدم (الكولسترول)
- تحسين مستوى السكر فى الدم
- تحسين ضغط الدم المرتفع
- علاج أمراض الحساسية للطعام
- يحتوى على فيتامينات هامة مثل الفوليك آسيد، النياسين، الريبوفلافين والبى 6 و12.
- يحسن من استجابة الجسم للأمصال واللقاحات.
ومن تلك الفوائد العديدة سوف يضع المقال ضوءاً إضافياً على بعضها :
صحة الجهاز الهضمى:
هناك العديد من الدراسات التى وجدت أن أغذية البروبيوتيك مفيدة فى علاج أنواع عديدة من الاسهال، بما فيها تلك التى تسببها المضادات الحيوية أو البكتريا الضارة أو تلك التى يحدث فى الأطفال نتيجة الإصابة بالروتافيروس. ولأن الاسهال هو أحد أهم الأسباب لوفاة الرضع ويشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للبالغين ، فإن استخدام أغذية البروبيوتيك هو وسيلة مهمة وبسيطة لمنع هذه المشكلة وخاصة فى الدول النامية.
كما وجد أن هناك تأثير لبكترية البروبيوتيك فى علاج التهابات الأمعاء ، التهابات القولون ، القولون العصبى واعتلال الكبد نتيجة استهلاك الكحوليات.
وبجانب هذا ، فإن بكتريا حمض اللاكتيك تحسن من حركة الأمعاء وينتج عن ذلك تحسن الامساك وخاصة فى العجائز.
بناء العناصر المفيدة فى الطعام الوسيط
إن تخمير الأطعمة ببكتريا حمض اللاكتيك وجد أنه يزيد من مستوى حمض الفوليك فى الزبادى والكيفير ، ويزيد من الريبوفلافين والنياسين فى الزبادى ، ويزيد فيتامين ب 12 فى الجبن الأبيض وفيتامين ب6 فى الجبن الشيدر. كما أنها تحسن من هضم البروتين والدهن فى هذه الأطعمة.
الجهاز المناعى:
بناء على دراسات معملية ، وعلى بعض الحيوانات ، كما على الإنسان، وجد أن أطعمة البروبيوتيك تحسن كثيراً من مناعة الجسم العامة والخاصة عن طريق تنشيط خلايا الماكروفاج ، زيادة مستوى السيتوكينات وزيادة عدد الخلايا القاتلة للميكروبات وزيادة الإميونوجلوبيولينات.
عدم تحمل اللاكتوز
هناك دراسات عديدة وجدت أن أغذية البروبيوتيك تحسن من أعراض "عدم تحمل اللاكتوز" حيث تفرز البكتريا انزيم اللاكتيز فى المعدة والأمعاء الذى يساهم فى تكسير اللاكتوز. ولأن 70% من البشر لديهم أعراض "عدم تحمل اللاكتوز" فان استخدام أطعمة البروبويوتيك يساعدهم على استخدام منتجات الألبان بدون مشاكل.
.الحساسية:
تحسن أغذية البروبيوتيك من وظيفة الأغشية المخاطية لذلك فهيى مفيدة فى حالات الحساسية. كما أن استخدام الأطفال الصغار لأغذية البروبيوتيك مفيد لسرعة تطور الجهاز المناعى وتحسن من أعراض الحساسية لبعض أنواع الطعام مثل بروتين اللبن، وعلى هذا فهى مفيدة فى الوقاية وعلاج الحساسية.
السرطان :
إن الدراسات التى تمت فى هذا الصدد واعدة جداً. فالدراسات المعملية اثبتت قدرة أغذية البروبيوتيك على تقليل معدل الإصابة بسرطان القولون. وهناك دراسة إكلينيكية على الإنسان وجدت ان استخدام هذا النوع من الغذاء يقلل من نسبة ارتداد الأورام بعد علاج سرطان المثانة البولية.
--------------------------------------------